أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك في منشور على الإنترنت أن 2824 شخصا تم إجلاؤهم من مدن البلاد عبر ممرات إنسانية الأحد.
وأضافت أن من بين هؤلاء 213 من سكان مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة.
ويأتي ذلك فيما أكدت أوكرانيا أنها مستعدة لخوض “معركة كبيرة” في شرق البلاد الهدف الذي يشكل أولوية لدى موسكو، فيما قال مسؤول محلي إنه جرى العثور على مقبرة جديدة تضم عشرات المدنيين الأوكرانيين يوم السبت في قرية بوزوفا المحررة القريبة من العاصمة كييف.
تأهّب عسكري شرقي أوكرانيا
ونقلت وكالة الأنباء إنترفاكس-أوكرانيا عن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن “أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة. أوكرانيا يجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس”.
وأضاف: “عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوى في المفاوضات وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد في مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار كييف “نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه، عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب”.
وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا أولويتها غزو كامل دونباس التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ 2014.
اكتشاف مقبرة جماعية جديدة
إلى ذلك قال مسؤول محلي وفق ما ذكرت رويترز إنه عُثر على مقبرة جديدة تضم عشرات المدنيين الأوكرانيين يوم السبت في قرية بوزوفا المحررة القريبة من العاصمة كييف التي احتلتها القوات الروسية لأسابيع.
وأضاف تاراس ديديتش رئيس منطقة دميتريفكا التي تضم بوزوفا وعدة قرى مجاورة أخرى للتلفزيون الأوكراني أنه جرى العثور على الجثث في حفرة بالقرب من محطة للوقود. ولم يُعرف عدد القتلى على وجه التحديد حتى الآن.
وقال: “الآن نعود إلى الحياة، لكن خلال الاحتلال كانت لدينا ’مناطق ملتهبة’، مات العديد من المدنيين”.
ومع استعادة معظم البلدات والقرى حول كييف الآن، أثار اكتشاف مقابر جماعية وسقوط قتلى مدنيين موجة من الإدانات الدولية لا سيما الوفيات في بلدة بوتشا شمال غرب العاصمة.
روسيا تستهدف المدنيين بالعبوات الناسفة
من جهتها قالت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت إن القوات الروسية تواصل استخدام العبوات الناسفة لإحداث خسائر بشرية وإضعاف الروح المعنوية وتقييد حرية تحرك الأوكرانيين.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: “القوات الروسية تواصل أيضاً مهاجمة أهداف البنية الأساسية مع وجود خطورة عالية بالتسبب في مقتل مدنيين”.
وقال البيان إن رحيل القوات الروسية عن شمال أوكرانيا خلّف أدلة تظهر عدم التناسب في قصف الأهداف غير القتالية.
كييف تحظر الواردات من موسكو
وعلى الصعيد الاقتصادي ذكرت رويترز أن أوكرانيا قررت حظر جميع الواردات من روسيا، التي كانت واحدة من شركائها التجاريين الرئيسيين قبل الحرب بواردات سنوية تقدر بنحو ستة مليارات دولار، وطالبت الدول الأخرى بأن تحذو حذوها وتفرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة على موسكو.
وكتبت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدنكو على صفحتها على فيسبوك يوم السبت: “أعلنَّا رسمياً اليوم وقف التجارة في السلع على نحو تام مع الدولة المعتدية”.
وأضافت: “من الآن فصاعداً لن تُجلب أي منتجات من الاتحاد الروسي إلى أراضي دولتنا”.
استمرار عمليات الإجلاء.. والقصف
إنسانياً يتواصل إجلاء السكان بعد قصف محطة كراماتورسك شرقي أوكرانيا التي راح ضحيتها 52 مدنياً بينهم خمسة أطفال.
ونفت موسكو مسؤوليتها عن الضربة ودانت ما سمته “استفزازاً” أوكرانياً.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك اليوم الأحد إنه جرى إجلاء 4532 مدنياً يوم أمس السبت.
وأضافت أن معظمهم غادروا منطقة زابوريجيا، مشيرة إلى أن نحو مئتي شخص تمكنوا من مغادرة مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة وفرّ أكثر من ألف شخص من ميليتوبول وليسيتشانسك وسيفيرودونتسك وروبيجني وكريمينا وبوباسنا في منطقة لوغانسك.
أسلحة لكييف
على الصعيد الدبلوماسي والعسكري، أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس السبت زيارة لم يعلن عنها مسبقاً إلى كييف حيث ووعد بتقديم آليات مدرعة لأوكرانيا.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بالجيش الأوكراني لأنه “حقق أكبر عمل عسكري في القرن الحادي والعشرين” سمح بالدفاع عن كييف و”بإفشال الأهداف الوحشية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحذر جونسون من أن بوتين “واجه انتكاسة (…) وسيكثف الضغط الآن في دونباس والشرق”. وأضاف: “لذلك الأمر الحيوي جداً هو (…) أن نواصل نحن أصدقاؤكم تقديم كل دعم ممكن”، متعهداً بتزويد كييف بآليات مدرعة وصواريخ مضادة للسفن.
وسلمت لندن الجيش الأوكراني منذ البداية أسلحة ثمينة مضادة للدبابات ولم تتردد في معاقبة الأثرياء الروس القريبين من السلطة الذين منح وجودهم الكبير لندن، العاصمة البريطانية حياً أنيقاً سمي “لندنغراد”.