اليمن: مجلس التعاون الخليجي يجري الاستعدادات لعقد مؤتمر (الرياض 2) للحوار اليمني بمشاركة جميع الأطراف بما فيهم الحوثي

حصادنيوز-قال مصدر دبلوماسي خليجي أن مجلس التعاون الخليجي يجري استعدادات مكثفة لعقد مؤتمر في الرياض للحوار الشامل بين الأطراف المتصارعة في اليمن، سيدعى إليه سياسيون وفاعلون ووجهاء ومشائخ قبائل من جميع الأطراف بما فيهم جماعة الحوثي، للخروج برؤية للحل السياسي في اليمن.
وقال المصدر لـ”القدس العربي” شريطة عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخوّل للحديث للإعلام، إن “جهودا مكثّفة تجرى في العاصمة السعودية الرياض لعقد مؤتمر شامل للحوار في اليمن، يدعى إليه نحو 400 شخصية من كبار الساسة والفاعلين والوجهاء ومشائخ القبائل من جميع الأحزاب والمكونات السياسية والأطراف المتحاربة، بما في ذلك جماعة الحوثي”.
وأكد أنه من المقرر انعقاد هذا المؤتمر الذي سيطلق عليه (مؤتمر الرياض 2) نهاية آذار/مارس الجاري، والذي سيستمر لمدة أسبوع، وسيناقش أبرز القضايا المتعلقة بالشأن اليمني، وفي مقدمة ذلك الوضع الإنساني والاقتصادي والعسكري والأمني والسياسي، من أجل الخروج برؤية يمنية شاملة برعاية مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة في اليمن.
وكشف أنه “من المقرر دعوة جماعة الحوثي لحضور هذا المؤتمر، ونأمل استجابتهم لهذه الدعوة التي تحرص على جمع شتات اليمنيين في طاولة واحدة، لمناقشة قضاياهم بعيدا عن فوهات المدافع، بعد أن بلغ الاقتتال الداخلي حدا خلق أزمة إنسانية تعد الأكبر في العالم وفقا للأمم المتحدة”.
وأوضح أن الحكومة اليمنية الشرعية رحبت بانعقاد هذا المؤتمر، وأن مساعي حثيثة تبذل لإقناع جماعة الحوثي بحضور هذا المؤتمر، رغم الاحتمالات الضعيفة في موافقتهم.
مشيرا إلى أن الاستعدادات لهذا المؤتمر تجرى منذ عدة شهور، بالتنسيق والتشاور مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، وكذا المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ، حيث يجري التوافق على أن ينعقد هذا المؤتمر تحت مظلة دولية ومباركة المجتمع الدولي للخروج برؤية شاملة للحل في اليمن.
وذكر سياسيون يمنيون لـ”القدس العربي” أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في إطار المساعي السعودية والخليجية بشكل عام في إطار المحاولة لحلحلة الأزمة اليمنية ووضع حد للصراع المسلح في البلاد، الذي يعمق كل يوم الهوّة بين أمراء الحرب، في حين يدفع المواطن البسيط الثمن باهضا كل يوم من حياة أبناءه ومن قوته يومه.
وأعربوا عن أملهم في أن تسفر هذه المساعي الحميدة التي يتبناها مجلس التعاون الخليجي عن خطوات عملية لإنهاء أوار الحرب الراهنة في البلاد، ومع ذلك لم يخفوا تشاؤمهم في عدم خروج هذا المؤتمر بـأي نتائج ملموسة تصب في خانة الوقف الفوري للحرب. وأرجعوا أسباب تشاؤمهم إلى فشل مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي استمر نحو 10 أشهر، قبيل اندلاع الحرب الراهنة، كما فشلت كافة المشاورات والمباحثات منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم، وهو ما تسبب في عجز المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن في تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة اليمنية، كما فشل أسلافه السابقين الثلاثة.
وعلى الرغم من هذا الوضع المحبط إلا أن انعقاد مؤتمر الرياض القادم، قد يحاول الاستفادة من المحاولات الفاشلة السابقة، بتبني مسارات سياسية جديدة ونوعية لوضع حلول عادلة للأزمة اليمنية، تحاول الدفع بجميع الأطراف إلى نقطة التقاء من أجل حقن إراقة المزيد من الدماء ومحاولة إغلاق ملف الحرب بأي صورة من الصور.