حصاد نيوز _ يجتمع أخصائيو الصحة العامة والعلماء والأطباء وخبراء مكافحة التدخين ومحللو صناعة التبغ والاستثمار والمستهلكون في المنتدى العالمي للنيكوتين للعام 2021، وذلك يومي الخميس 17 والجمعة 18 حزيران (يونيو) في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة، مع بث مباشر مجاني عبر الإنترنت، لتسليط الضوء على الدور المهم للغاية لمنتجات نيكوتينية تكون الأقل ضرراً في الكفاح من أجل الحد من الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين على مستوى العالم.
منذ بداية الوباء، فقد العالم ما يقدر بنحو 3.75 مليون شخص بسبب فيروس كوفيد-19، ومع أنه رقم مخيف إلا أنه لا يزال أقل من نصف عدد الوفيات السنوية الناجمة عن التدخين. فكل يوم، لا يزال 1.1 مليار مدخن في جميع أنحاء العالم يمارسون عادة التدخين الضارة، وهو رقم بقي ثابتاً منذ أكثر من 20 عاماً على الرغم من عقود من الجهود المبذولة لمكافحة التبغ. ويعيش حوالي ثمانين في المائة من المدخنين في العالم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وهي البلدان الأقل قدرة على التعامل مع عبء المرض الناجم عن التدخين، بينما يعدّ التدخين في البلدان ذات الدخل المرتفع سبباً رئيسياً لعدم المساواة في مجال الصحة.
يدخن الناس للحصول على النيكوتين، وهي مادة منخفضة الخطورة نسبياً، ولكنهم يتضررون من آلاف السموم المنبعثة عند حرق التبغ. ولهذا سيناقش الخبراء في المنتدى العالمي حول النيكوتين مقاربة تحت اسم الحد من أضرار التبغ، حيث يجري السعي لتشجيع الأشخاص الذين لا يستطيعون الإقلاع عن النيكوتين على التحول من المنتجات الخطرة القابلة للاحتراق أو التي يتم تناولها عن طريق الفم إلى منتجات النيكوتين الأكثر أماناً بما في ذلك السجائر الإلكترونية وأجهزة التسخين بدون حرق والتبغ الفموي المُبستَر “سنوس” وأكياس النيكوتين الخالي من التبغ، والتي تُعتبر كلها بالمقارنة مع التدخين المستمر أقل ضرراً بكثير على الصحة.
وعلى الرغم من أن 98 مليون مدخن بالغ قد تحولوا بالفعل إلى منتجات النيكوتين الأقل ضرراً في جميع أنحاء العالم، لا يزال المعنيون بالصحة العامة ومكافحة التبغ منقسمين بشدة حول دور الحد من أضرار التبغ. يمنح المنتدى العالمي حول النيكوتين المستهلكين صوتاً، حيث يشارك العديد منهم كمتحدثين ومندوبين. كما أنه يوفر منصة للنقاش وتبادل المعلومات – مع الاستمرار في التركيز على الهدف النهائي المتمثل في تسريع إنهاء الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين.
في حديثه قبل المؤتمر، قال مدير المنتدى العالمي للنيكوتين البروفيسور جيري ستيمسون، الأستاذ الفخري في جامعة إمبريال كوليدج لندن، “ما يصل إلى 98 مليون مستهلك حول العالم قد قاموا بالفعل بالتحول إلى منتجات النيكوتين الأقل ضرراً. في إنكلترا، تدعم السلطات الصحية استخدام السجائر العاملة على التبخير للإقلاع عن التدخين وأصبحت أجهزة التسخين بدون حرق الآن أكثر المنتجات المساعدة للإقلاع عن التدخين شيوعاً. وتعد الوفيات المرتبطة بالتبغ في السويد، حيث حل تبغ المضغ “سنوس” محل التدخين، الأدنى في أوروبا. وفي اليابان، تراجعت مبيعات السجائر بمقدار الثلث منذ طرح منتجات التبغ المسخن في الأسواق. يجب على المصنّعين الآن ضمان أن تكون البدائل الأكثر أماناً ميسورة التكلفة للأشخاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وليس فقط المستهلكين في الدول ذات الدخل المرتفع.
وتابع البروفيسور ستيمسون قائلاً: “من المثير للقلق أن قادة مكافحة التبغ على الصعيد العالمي يتبعون بإصرار نهجاً للحظر غير مسؤول تجاه التبغ والنيكوتين، بينما تعمل منظمة الصحة العالمية بنشاط على إدامة المعلومات المضللة بشأن منتجات النيكوتين الجديدة. ولن تُخدم الصحة العامة ولن يتم إنقاذ الأرواح من خلال حرب على النيكوتين، محكوم عليها بالفشل مثل الحرب على المخدرات. يجب على منظمة الصحة العالمية إعادة تركيز جهودها على دعم 1.1 مليار مدخن بالغ للإقلاع عن التدخين بكل الوسائل المتاحة “.
الجدير ذكره أن المنتدى العالمي للنيكوتين GFN هو مموّل ذاتياً ولا يتلقى أي رعاية من الشركات المصنعة أو الموزعين أو تجار التجزئة لمنتجات النيكوتين، بما في ذلك شركات الأدوية والسجائر الإلكترونية والتبغ. ومع ذلك، يطبق المؤتمر سياسة الباب المفتوح، ويشارك المستهلكون وواضعو السياسات والأكاديميون والعلماء وخبراء الصحة العامة جنباً إلى جنب مع ممثلين لمصنعي وموزعي منتجات النيكوتين الأكثر أماناً. ويؤمن منظمو الحدث أن الحوار والمشاركة الاستراتيجية لجميع الجهات المعنية المشاركة في استخدام التبغ والنيكوتين والتحكم فيهما وإنتاجهما هو السبيل الوحيد لإحداث تغيير حقيقي ومستدام، سواء بالنسبة لممارسات صناعة التبغ أو لنتائج الصحة العامة المتعلقة بالتدخين.