هدية بنك القاهرة عمان

حصاد نيوز – درجت البنوك والشركات الكبيرة على تقديم هدايا رمزية لعملائها بمناسبة السنة الميلادية الجديدة. وهي غالباً ليست بذات منفعة، سوى الأجندات التي تحتوي على معلومات مفيدة، أو صور لأعمال فنية وعمرانية وغيرها. غير أن ما دفعني إلى هذه المقالة هي الهدية/ الجائزة المميّزة التي يُقدّمها بنك القاهرة عمان على حسابات التوفير الرابحة، في محاولة لتعميم التجربة التي تنمّ عن إدراك لدور رأس المال والمؤسّسات الاقتصاديّة في نشر الوعي بين الأفراد باتجاه قضايا تهمّ الوطن والبشريّة. والقضيّة التي دارت حولها الهديّة كانت ترشيد الطاقة.

فعلى غلاف الكتيّب الذي رافق الهديّة، سنجد عبارة “عطاء أكثر استهلاك أقل”. وسيتضمّن الكتيّب شرحاً بالعربيّة وبالإنجليزيّة، للقيمة الخضراء التي يوفرها استعمال الهدايا في البيت الأردنيّ، أي القيمة التي تنسجم مع المفاهيم العالميّة الصديقة للبيئة. وهذه الهدايا هي:- عدد من المصابيح الكهربائيّة التي توفر الطاقة، مع شرح للقدر الذي توفّره في العام الواحد.

– ميزان رمليّ يوازي 5 دقائق، لتعليقه في الحمّام من أجل التّذكير بضرورة التّوفير في وقت الاستحمام، ومن ثمّ في توفير استهلاك المياه.

– مصباح يدوي (دينو) يعمل من دون بطاريات، ويُشحَن بالحركة اليدويّة.

– ميزان لقياس برودة الثّلاجة، مع تعليمات لضبط حرارتها، ما يؤدي إلى التوفير في استهلاك الكهرباء.

وإذ يبدو أن ما كلّفته هذه الهديّة باهظٌ (حوالي 50 ديناراً)، وهو ما تبدو عليه حملاتُ التّثقيف الشّعبيّ، إلا أنّ المردود القوميّ الإجماليّ لا تُمكن مقارنته بالمبالغ التي ننفقها للحؤول دون الهدر العام في المال والموادّ الأولية التي ليست بأيّ حال من الأحوال ملك البشر الآن، بل ملك من سيأتي ويتناسل على هذا الكوكب.

ومن جهة أخرى، فإنّ الدور الذي نبّهت إليه هذه الهديّة الرمزيّة، هو دور المؤسّسات الاقتصاديّة الوطنيّة في نشر الوعي وتثقيف الناس بضرورات تمسّ واقعاً تفترسُه القلّة ومخاطر الإفلاس. فنحن في بلد محدود الإمكانات، ولا نملك ترف التبذير ولا ترف الممارسات الجاهلة، ما دامت التحدّيات تحيط بنا، والمسامير تتهدّد مركبنا في بحر لُجِّيّ.

ومثل ذلك أنّ الحياة الثقافية لن تستقيم من دون مساهمة الاقتصاد وأهله في تنوير أركان الوطن وشِعابه، كمؤسسة شومان، ودارة الفنون. في حين كم يحزننا تراجع بعض البنوك عن دورها في تنشيط الثقافة، كتراجع بعض الصحف عن ملاحقها الثقافيّة؛ فالشّيء بالشّيء يُذكر!

دعونا لا نفقد الأمل